← رجوع

التحالف العالمي للقاحات: الإغلاق العام قد يضعف جهازك المناعي، فماذا تفعل لكي تقي نفسك من ذلك؟

ترجمة: إبراهيم مأمون

لما يقرب من العام ونصف العام، تُسهم إجراءات الإغلاق العام التي تفرضها العديد من دول العالم في الحد من تفشي جائحة "كوفيد-19" بدرجة أكثر ضراوة، لكنها تضع عدد كبير من سكان العالم في حالة من العزلة والتوتر، لذا ينصح التحالف العالمي للقاحات والتحصين بضرورة اتباع عدد من الخطوات لتقليل التوتر وحماية المناعة من التعرض لآثار صحية أسوأ من الإصابة بالفيروس التاجي.

وتُعد خلايا جهاز المناعة هي أحد خطوط دفاعنا الرئيسية ضد العدوى، إلا إنها تضعف مع تقدمنا في السن، ما يجعل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل كوفيد-19 والإنفلونزا.

ويتسبب انخفاض النشاط البدني والتدخين وقلة النوم كذلك في ضعف المناعة، لذلك نشر التحالف العالمي مجموعة من التدابير التي يتعين اتباعها للمُساهمة في إبطاء تدهور أنظمتنا المناعية وتعزيز دفاعاتنا ضد العدوى والأمراض.

ممارسه الرياضة

توصي مجموعة من الدراسات المختلفة بضرورة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أجل تجنب التعرض للعدوى الفيروسية مثل الأنفلونزا ونزلات البرد؛ حيث تُسهم الرياضة في تعزيز إحدى أنواع الخلايا المناعية، وهي الخلايا المتعادلة.

وتوفر الخلايا المتعادلة خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى؛ فعندما تكتشف فيروسًا أو ميكروبًا غازيًا للجسد، فإنها تتدفق خارج مجرى الدم لتهاجمه في عملية تسمى الانجذاب الكيميائي، ثم تبتلع العامل الممرض أو تدمره عن طريق نثر المواد الكيميائية عليه، إلا أن التقدم في العمر قد يضعف تلك العملية ويجعلها أقل فاعلية.

لكن إحدى الدراسات كشفت أن التمارين تلعب دورًا حيويًا في تقوية الخلايا المتعادلة لكبار السن الذين يسيرون لأكثر من عشرة آلاف خطوة على الأقل يوميًا بشكل روتيني، فهي تجعلها تُصبح فعالة مثل تلك الخاصة بالشباب.

الخروج من المنزل

وفي الوقت الذي أصبحت كل أشغالنا ننفذها عبر الإنترنت، حتى ممارسة الرياضة، إلا أن التحالف العالمي ينصح الأفراد بضرورة الحصول على قدر قليل من الوقت لممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق؛ حيث يُسهم ذلك في تحفيز جهاز المناعة من خلال الحصول على فيتامين د والذي يُسهم في تقوية عدد من الخلايا المناعية المختلفة.

النوم

وبالتأكيد لا غنى عن النوم الجيد الصحي في تقوية المناعة، وهو ما أكدته إحدى الدراسات التي اكتشفت أن انخفاض ساعات النوم للأشخاص إلى 4 ساعات في الليلة لمدة 6 أيام متتالية، حتى لو أعقبها نوم ذلك الشخص لمدة 12 ساعة في الليلة لمدة 7 أيام تالية سيتسبب في إنتاج عدد أقل من الأجسام المضادة التي يخلقها التطعيم ضد الإنفلونزا، مقارنةً بالأشخاص الذين تمسكوا بجدول نوم منتظم.

التوتر

ويتسبب التوتر في انخفاض ساعات نومنا، وقد يُؤثر كذلك تأثيرًا مباشرًا على جهاز المناعة بمرور الوقت من خلال إطلاق هرمونات مثل النورأدرينالين والكورتيزول، والتي قد تُسهم في تعزيز المناعة إذا استمرت لفترة قصيرة، لكن في حال استمر التوتر لأيام أو أسابيع، فقد يقلل من قدرة خلايانا المناعية على مكافحة العدوى.

عليك أن تعلم جيدًا أنه لا بأس من الشعور بالقلق، أو الحزن، أو الملل، أو الوحدة، أو الإحباط، لكن عليك أن تعي جيدًا أن استمرارها لا يُسهم في تحسن وضعك الصحي، لذا، ينبغي عليك طلب المساعدة من أصدقائك أو أسرتك في حالة استمرار ذلك الشعور، وعليك كذلك تجنب قراءة عناوين الأخبار حول تطورات الجائحة، وأن تُدرك جيدًا أن عمليات الإغلاق لن تستمر إلى الأبد، وأن تطوير اللقاحات ضد الفيروس التاجي سيُنهي الجائحة في النهاية.