← رجوع

فوربس: القيادات النسائية ... هل هن الأفضل في مكافحة "كوفيد 19"؟

ترجمة: إبراهيم مأمون

أكدت أفيفا ويتنبرج كوكس، الرئيسة التنفيذية لشركة "فيرست-20"، الرائدة عالميًا في مجال الاستشارات بين الجنسين، أن الدول التي تحكمها النساء كانت لها الأفضلية في مكافحة الفيروس التاجي "كوفيد 19"، حيث أظهرت ريادتها الحقيقية في وقت الأزمات، ومن بينها آيسلندا وتايوان وألمانيا ونيوزيلندا وفنلندا والدنمارك.

وذكرت الكاتبة، في تقرير نشرته مجلة "فوربس" الأمريكية، أن أسباب نجاح القيادات النسائية في البروز باعتبارهم أفضل القيادات التي استطاعات التصدي لتفشي الفيروس التاجي، هي أربعة أسباب، الصراحة والشفافية، والوضوح والحسم، واستخدام التكنولوجيا، والحب.

الصراحة والشفافية

ففي ألمانيا، صارحت المستشارة أنجيلا ميركل شعبها منذ بداية تفشي الفيروس التاجي وأخبرتهم أن ذلك الخطر الذي يداهم بلادهم من شأنه أن يصيب ما يصل إلى 70% من السكان، وتجنبت بذلك مراحل الإنكار والغضب والخداع التي رأيناها من مسؤولين كثر في دول أخرى، لذلك انخفضت مستويات الوفيات في ألمانيا بكثير عن جيرانها الأوروبيين.

الوضوح والحسم

وتوضح الكاتبة أن تحركات رئيسة تايوان تساي إنغ ون كانت من بين الأسرع على مستوى العالم في مكافحة تفشي الفيروس التاجي، حيث تبنت 124 إجراءًا لكبح تفشي الفيروس دون اللجوء إلى حالات الإغلاق العام التي انتشرت في الدول الأخرى، وقد وصفتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأنها صاحبة أحد أفضل ردود الأفعال في العالم تجاه الفيروس التاجي.

وسجلت تايوان حتى الآن 428 حالة إصابة مؤكدة وستة حالات وفيات فقط، في حين بدأت كذلك تُرسل ما يقرب من 10 ملايين قناع طبي إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

وفي نيوزيلندا، أمرت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بالحجر الصحي العام في وقت مبكر، كما فرضت حجرًا صحيًا على الأشخاص القادمين من خارج البلاد في الوقت الذي كانت فيه عدد الإصابابت المؤكدة في بلدها تبلغ ستة حالات فقط، ومنعت كذلك دخول الأجانب إلى نيوزيلندا بعد فترة قصيرة للغاية.

وتقول الكاتبة إن الصرامة والشفافية أنقذت نيوزيلندا من عاصفة تفشي الفيروس التاجي، فقد سجلت حتى الآن 17 حالة وفاة فقط، و1456 حالة إصابة مؤكدة، مُضيفة أنه في الوقت الذي تُفكر فيه دول أخرى في رفع قيود الحجر الصحي، أضافت أرديرن إجراءات تخص الحجر الصحي على جميع النيوزيلنديين العائدين من الخارج لمدة 14 يومًا.

التكنولوجيا

وفي آيسلندا، وفرت رئيسة الوزراء كاترين جاكوبسدوتير فحصًا مجانيًا لاختبار الفيروس التاجي لكافة مواطنيها، في الوقت الذي حددت معظم الدول الاختبارات للأشخاص الذين يعانون من أعراض نشطة.

ومقارنة بكوريا الجنوبية، أجرت آيسلندا خمسة أضعاف عدد الفحوصات التي أجرتها الأولى، وأنشأت كذلك نظام تتبع دقيق ساهم في تجنيب بلادهم لإجراء حجر صحي على المدارس أو إغلاقها.

وفي فنلندا، حثت رئيسة الوزراء سانا مارين - التي تُعد أصغر رئيسة دولة في العالم بعد انتخابها في ديسمبر الماضي - الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي على نصح المواطنين بشأن العوامل الرئيسية في مكافحة تفشي الفيروس التاجي "كوفيد 19"، حيث اعتبرت أن أغلب المواطنين لا يقرأون الصحف، لذا لجأت إلى التكنولوجيا واستعانت بالشخصيات المؤثرة بأعمار مختلفة لنشر المعلومات المؤكدة حول كيفية إدارة الجائحة.

الحب

وتقول أفيفا إن رئيسة وزراء النرويج إيرنا سولبرغ استخدمت فكرة مبتكرة حديثًا للتحدث مباشرة مع أطفال بلادها، لتسير بذلك على خطى رئيس الوزراء الدنماركي مته فريدريكسن التي عقدت مؤتمرًا مشابهًا قبلها بيومين.

وعقدت سولبرغ المؤتمر الصحفي الذي استمر لمدة ثلاث دقائق فقط لم يُسمح خلاله بحضور البالغين وردت خلاله على أسئلة الأطفال من جميع أنحاء البلاد لتوضح كذلك لهم أنه لا بأس في الشعور بالخوف في الوقت الذي نشهد فيه تفشيًا للفيروس التاجي.

وتوضح الكاتبة أن تلك الأفكار والابتكارات الإنسانية البسيطة توضح لنا كيفية إدارة النساء للأزمة التي يمكث بسببها نصف سكان العالم في منازلهم خوفًا من الإصابة بالفيروس التاجي، وبدا جليًا أن التعاطف والاهتمام اللذان ظهرا من خلال القيادات النسائية يطرح نموذجًا بديلًا للعالم الذي اعتدنا عليه.

وطرحت الكاتبة مقارنة بين القيادات النسائية مع القادة من الرجال الأقوياء الذين يستخدمون الأزمة في التحول إلى السلطوية وإلقاء اللوم على الآخرين وقمع القضاء، وشيطنة الصحفيين وتحويل بلادهم إلى ظلام تام (مثل، ترامب، وبولسونارو، ولوبيز أوبرادور، ومودي، ودوتيرتي، وأوربان، وبوتين، ونتنياهو).

واختتمت الكاتبة المقال بالقول إن العالم نظر لسنوات عديدة إلى أساليب القيادة النسائية بنظرة خجولة في الوقت الذي يصفها فيه بأنها قد تكون مفيدة ومختلفة، لكن الكثير من الشركات والمنظمات السياسية ترى أن النساء ينبغي أن يتصرفن مثل الرجال إذا أردن النجاح، إلا أن جائحة "كوفيد 19" كشف للعالم بأسره أن القيادات النسائية قدمت دراسة حالة لسمات القادة التي قد يرغب الرجال في تعلمها من النساء.