← رجوع

المنتدى الاقتصادي العالمي: هل يُغير "كوفيد 19" وسائل التعليم في الأجيال القادمة؟

ترجمة: إبراهيم مأمون

نشر موقع المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرًا يستعرض إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في نفس الوقت تقريبًا وتخوفًا من نفس السبب في أغلب أنحاء العالم، وهي الخطوة التي وصفها الموقع بأنها المرة الأولى التي تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

ويوضح التقرير أن تأثير الفيروس التاجي "كوفيد 19" سيكون بعيد المدى، ما قد يتسبب في توقف التعليم في أغلب دول العالم لفترات طويلة، أو اللجوء إلى وسائل بديلة مثلما يحدث حاليًا في أغلب دول العالم.

ويؤكد أن العاملين في قطاع التعليم في مختلف أنحاء العالم كانوا بحاجة إلى البحث عن سبل جديدة لتثقيف الأجيال القادمة، وقد يكون هذا الوقت ملائمًا لهم من أجل إعادة التفكير في العملية التعليمية، وعما نحتاج حقًا أن نُدرسه إلى طلابنا، وعن الوسائل الحديثة التي نحتاج إلى استخدامها في التواصل مع طلابنا بعيدًا عن الفصول الدراسية وقاعات المحاضرات، وتحديد شكل التعلم لجيلان "الألفية" و"زد" والأجيال التي تليها.

ويعتبر التقرير أن الجيل الحالي الذي يغلب انتشار فئته العمرية على معظم المؤسسات التعليمية هو من الجيل "زد"، وهو الجيل الذي نشأ كليًا في عالم العولمة والتقنيات الحديثة، ومن المرجح أن يعمل ذلك الجيل سويًا في المستقبل بشكل تعاوني لحل أكبر التحديات التي تواجه عالمنا الحالي، وتأتي على أولوياتها قضيتا تغير المناخ والصحة العقلية، فيما ينخرط هذا الجيل حاليًا في مسؤوليتهم الجماعية باتباع تدابير العزلة الذاتية لحماية كبار السن في المجتمع.

ويُضيف أن أبناء جيل الألفية هم الجيل الأكثر تنوعًا من حيث الأعراق والجنسيات في جميع أنحاء العالم، والذي تُعد فيه التكنولوجيا امتدادًا لوعيهم الثقافي وهويتهم، في حين تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة طريقة للحياة.

ويؤكد الموقع أن جيل الألفية في هذه المرحلة لن يُدرك على الأرجح تأثير الوباء العالمي على العملية التعليمية، إلا أن تأثيره سيكون محسوسًا حتى بالنسبة لأصغر المتعلمين لدينا خلال السنوات القادمة.

وحسبما أفاد تقرير خاص بشركة "ديل تكنولوجيز" للحلول التكنولوجية بأن 85% من الوظائف التي ستتواجد في عام 2030 وسيعمل فيها أبناء الجيلان "زد" و"الألفية" لم تظهر في عالمنا بعد، كما كشف تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن 65% من طلاب المدرسة الابتدائية في يومنا هذا سيعملون في أنواع من الوظائف التي ليست موجودة في عصرنا الحالي.

ويوضح التقرير أن جائحة "كوفيد 19" من المُمكن أن تُساهم في تغيير عالمنا الحالي وتوقعاتنا المستقبلية، كما كشفت عن حاجتنا إلى تغيير العملية التعليمية لكي نتمكن من إعداد الطلاب الصغار بشكل أفضل للمستقبل، ومن بين تلك الدروس أولًا الحاجة إلى تثقيف المواطنين بشأن أهمية الترابط العالمي، فقد أظهر الفيروس التاجي مدى ترابطنا العالمي وأوضح أن الأشخاص الناجحين في العقود القادمة هم من يمتلكون القدرة على فهم أهمية هذا الترابط والاستفادة من الاختلافات التي بينهم وتوطيد سُبل العمل التعاوني بين دول العالم.

وتابع التقرير أن الدرس الثاني هو إعادة تعريف دور المُعلم، فلم تعد فكرة المعلم الذي يمتلك المعرفة ويقدمها إلى الطلاب تتلائم مع الأغراض التعليمية للقرن الحادي والعشرين، في ظل تمكن الطلاب من الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها أو حتى اكتساب مهارات فنية جديدة من خلال شبكة الإنترنت، لذلك فنحن في حاجة ماسة إلى إعادة تعريف دور المُعلم في الفصل الدراسي وقاعة المحاضرات، وبالتالي أن يصبح دور المُعلم بمثابة مُرشد لتسهيل تنمية الطلاب وتهيئتهم للدخول إلى سوق العمل والتحول إلى أعضاء مساهمين في المجتمع.

وأكمل التقرير استعراض الدروس الضرورية للتعليم في المستقبل، وذكر أن الدرس الثالث هو أهمية تعليم المهارات الحياتية الضرورية للمستقبل، ففي ظل التغيرات التي يشهدها عالمنا باستمرار، يحتاج الشباب إلى المرونة والقدرة على التكيف والإبداع والتواصل والتعاون، إلى جانب التعاطف والذكاء الإدراكي، والقدرة على العمل الجماعي الفعال بغض النظر عن الاختلافات الديمغرافية.

وأخيرًا، يوضح التقرير أن جائحة "كوفيد 19" دفعت العديد من المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم إلى استخدام الأدوات التكنولوجية المتاحة من أجل إنشاء محتوى للتعلم عن بعد للطلاب في جميع القطاعات التعليمية، ويتعامل المُعلمون في جميع أنحاء العالم حاليًا مع إمكانيات جديدة لتقديم مادتهم التعليمية بشكل مختلف وبمرونة أكبر والتي ستُحقق بالتأكيد فائدة أفضل للطلاب.

ويُشدد التقرير، في ختامه، على أهمية أن يُصبح الدرس الذي وضع فيه العالم بأسره، وعُزل على إثره أكثر من نصف سكان العالم، وتحول فيه التعليم التفاعلي في الفصول الدراسية وقاعات الجامعات إلى تعليم عن بعد بمثابة رسالة تحذير، خاصة للجيلان "زد" و"الألفية" والأجيال القادمة، بأهمية حاجة الإنسان للتفاعل الاجتماعي بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة.