← رجوع

إيي بي سي نيوز: كيف غيرت جائحة "كوفيد 19" أسلوب حياتنا اليومية؟

ترجمة: إبراهيم مأمون

نشرت قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية مقالًا تحليليًا تستعرض خلاله التغيرات التي شهدتها حياتنا منذ بدء تفشي الفيروس التاجي من مدينة ووهان الصينية وانتشاره في معظم دول العالم في الوقت الحالي ودخول معظم الدول في حجر صحي عام وإغلاق المدارس وكافة أشكال الحياة اليومية الطبيعية.

وتوضح الشبكة أن ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص مصابين بالفيروس في الوقت الحالي في كافة أنحاء العالم، توفى منهم ما يقرب من مائتي ألف شخص، ما تسبب في تحول حياة الجميع إلى جمود تام، وبرزت أهمية دور خط الدفاع الأمامي من العاملين في مجال الصحة وقطاع الأغذية، وتحولت حياتهم إلى حالة رعب يومية من احتمالية الإصابة بالفيروس التاجي "كوفيد 19".

التحية اليومية والحياة السياسة

وتستعرض الشبكة تلك التغيرات التي شهدتها حياتنا اليومية للتعامل مع الفيروس التاجي وتجنب الإصابة به، ومن بينها أولا التحية، ففي بداية الأمر نصحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتجنب المصافحة باليد واستخدام الكوع بدلًا من ذلك، إلا أن مع الوقت وتزايد انتشار الجائحة، تجاهل الكثيرون المصافحة تمامًا.

وتؤكد القناة أن أغلب دول العالم طلبت من مواطنيها الحفاظ على إجراء التباعد الاجتماعي لمسافة لا تقل عن مترين تقريبًا في حياتهم الاجتماعية اليومية، في حين طُلب من المواطنين في دول عدة البقاء في منزلهم وعدم الخروج إلا لقضاء احتياجاتهم الأساسية، مثل الرعاية الطبية أو البقالة.

وفي الولايات المتحدة، تسبب انتشار الفيروس التاجي وإصابة ما يقرب من مليون حالة مؤكدة حتى الآن بالفيروس في عدم التفكير بالوضع السياسي وترتيبات الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2020، فقد تأجلت الانتخابات التمهيدية في ما لا يقل عن 15 ولاية حتى الآن، مع توقع تأجيل المزيد خلال الفترة المُقبلة.

وتنوه الشبكة الأمريكية أنه في الوقت الذي توقفت فيه الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة لعام 2020، فقد ذكر مسؤولو اللجنة الوطنية لـ"إيه بي سي نيوز" أن حملة الرئيس دونالد ترامب قد حولت جميع فعالياتها الحالية إلى شبكة الإنترنت، كما حول المرشح الديمقراطي جو بايدن كذلك فعاليات الانتخابات الخاصة به إلى فعاليات افتراضية عبر شبكة الإنترنت.

النظافة والتجمعات العامة

وواصل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومسؤولو الصحة في كافة أنحاء العالم في حث المواطنين على غسل أيديهم لمدة 20 ثانية على الأقل وحظر التجمعات العامة من أي نوع، في ظل الحجر الصحي المفروض بالفعل على عدد من دول العالم.

وتسبب تزايد الطلب على منتجات النظافة، في ارتفاع مبيعات مطهر اليدين في الولايات المتحدة بنسبة 73%، في حين ارتفعت مقاييس الحرارة بنسبة 47%، وزادت مشتريات مطهرات الأيروسول بنسبة 32%.

وتأجلت كذلك العديد من المهرجانات وأغلقت المطاعم في العديد من الدول، في حين سُمح بتوصيل الطلبات فقط إلى المنازل، وبقيت متاجر البقالة والعاملون في القطاع الصحة من صيدليات ومستشفيات هم الأنماط الوحيدة للحياة اليومية التي تعمل بدوام كامل لاستيفاء احتياجات المواطنين من اللوازم الأساسية.

الاقتصاد والأسواق

وتوضح الشبكة أن صندوق النقد الدولي قد أكد مرارًا على أن دول العالم عليها الاستعداد لأسوأ تداعيات اقتصادية قد يواجهها العالم منذ الكساد الكبير، وتقول كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، إننا نواجه اليوم أزمة لا مثيل لها، فقد عطلت جائحة "كوفيد 19" نظامنا الاجتماعي والاقتصادي بسرعة فائقة وعلى نطاق لم تشهده حياتنا إطلاقًا.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد المتقدمين بطلبات للحصول على إعانات بطالة إلى أرقام مذهلة، حيث قدم أكثر من 16 مليون شخص طلب الحصول على إعانة أسبوعية على مدى الأسابيع الثلاثة في أواخر مارس وأوائل أبريل، في حين يرى المحللون أن عدد الطلبات سيزيد سوءًا في ظل إغلاق الشركات واستمرار الجائحة في تدمير سوق العمل الأمريكي.

السفر

وذكرت الشبكة أن وزارة الخارجية الأمريكية رفعت مستوى تحذير السفر الدولي من المستوى الثالث إلى الرابع، والذي يعني التوصية بعدم السفر، وهو ما دخل حيز التنفيذ منذ 31 مارس الماضي، في حين نوه الرئيس دونالد ترامب بأن إدارته تفكر في إيقاف الرحلات الداخلية بين مناطق تفشي الفيروس التاجي، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.

تخزين المنتجات والتلاعب بالأسعار

وفي ظل تخوف العامة من نقص اللوازم الأساسية للحياة، فقد توجهوا بأعداد كبيرة إلى متاجر البقالة استعدادًا لتخزين احتياجاتهم الأساسية، وهو ما نتج عن تداول صور عن ممرات فارغة من البضائع في المتاجر الكرى وغيرها في الأيام الأولى من تفشي الوباء في أغلب دول العالم.

وفي الولايات المتحدة، ارتفعت مبيعات العديد من المنتجات عبر شركة "أمازون" لمبيعات التجزئة، خاصة المطهرات وأقنعة الوجه الطبية، بنسبة 50% على الأقل بعد إعللان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ.

وكشفت الشبكة أن حتى المنتجات التي بيعت عبر أمازون، وليس من قبل بائعين آخرين، شهدت ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 50% على الأقل أعلى من شهر فبراير.

إغلاق المدارس والمكاتب

وتُعد أحد الإجراءات التي طبقتها أغلب دول العالم لكبح تفشي الفيروس التاجي في مهده هي إغلاق المدارس وتوقف الكثير من الشركات من العمل بداخلها وتحويل موظفيها للعمل عبر الإنترنت، واعتُمد التعليم عن بعد وسيلة جديدة لأكثر من 1.5 مليار طالب متضررين من قرار إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية.

الملابس وأقنعة الوجه

وتوضح الشبكة أن الكثيرين يتساءلون هل تُغير مؤسسات الصحة العامة ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها سياساتها بشأن استخدام أقنعة الوجه أم لا، ففي ظل ارتفاع المبيعات الحادة لأقنعة الوجه على مستوى العالم، تُطالب مؤسسات الصحة العامة المواطنين المُخالطين للحالات المؤكد إصابتها بالفيروس فقط ومن أصيبوا بالفيروس بارتداء أقنعة الوجه دون غيرهم.

وتُوصي عدد من الدول حاليًا بارتداء أقنعة الوجه والأقنعة القماشية في الأماكن العامة في ظل صعوبة الحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي في متاجر البقالة والصيدليات.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتزايد المخاوف من أن أغلب الأطباء في معظم الدول ليس لديهم ما يكفي من معدات الحماية الشخصية أيضًا.

الخوف والقلق

وتنقل الشبكة الأمريكية عن الدكتورة آن ماريا ألبانو، أستاذة علم النفس الطبي في جامعة كولومبيا، قولها إن استمرار حياتنا اليومية في حالة الجمود التي نعيش فيها حاليًا يُزيد من مخاوفنا حول إمكانية إصابتنا بالفيروس التاجي وعن مستقبلنا.

وتختتم دكتورة علم النفس المقالة بقولها إننا علينا الاستفادة من هذا القلق والخوف بطريقة مثمرة تُساعدنا على قضاء حياتنا اليومية أو تركه يتصاعد، لكنها تُحذر أن ارتفاع القلق اليومي وخروجه عن السيطرة قد يُعرضك للخطر أنت والأشخاص المتواجدون حولك.