← رجوع

هيل آند نولتون ستراتيجيز توصي الشركات بضرورة تحمل مسؤولياتهم الاجتماعية في مواجهة كوفيد19

ترجمة: إبراهيم مأمون

أوصت شركة هيل آند نولتون ستراتيجيز الرائدة عالميًا في مجال العلاقات العامة الشركات في مختلف أنحاء العالم بتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية خلال الفترة الراهنة وفي ظل معاناة الجميع من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها جائحة الفيروس التاجي "كوفيد 19" والأضرار التي تكبدتها بعض الشركات وأثرت على قراراتهم بخفض العمالة.

وتقول هاناه بيترز، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الأمريكية، إن الفيروس التاجي تسبب في تغيير أسلوب حياة الملايين من البشر في الشراء والبيع والعمل وكيفية تواصلهم مع بعضهم البعض، ولقد بث ذلك الفيروس الخوف والأمل في قلوب الجميع في نفس الوقت، فبالرُغم من إغلاق الأنشطة التجارية إلا أن ذلك ساهم في تحفيز الابتكار، ورُغم إجبارنا على التباعد الاجتماعي إلا أنه مكننا كذلك من الترابط بأكثر مما سبق.

وتُشير إلى أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نُعايشها جميعًا، تبرز حقًا الشركات الناشئة التي تُريد التحول إلى شركات كبرى رائدة في المستقبل وهي تلك التي تعترف بالحقيقة الأساسية، ألا وهي أن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب لتخلي الشركات عن مسؤولياتهم تجاه موظفيهم، بل أن عليهم مضاعفتها.

وتوضح بيترز أن تمسك الشركات بمسؤولياتهم تجاه موظفيها وعملائها ومجتمعها يعزز من الثقة فيها ويُرسخ من أسس الولاء داخل الشركة، ويُعزز من سمعة الشركة وعلامتها التجارية، ويُتيح لها فرص استثمارية وقنوات جديدة تكتسب من خلالها عملاء وقطاعات جديدة في السوق، مؤكدة أن "مواطنة الشركات" هي في جوهرها أحد استراتيجيات تحفيز الأداء.

وشددت نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الأمريكية على ضرورة تبني الشركات لنهج ونبرة راسخة وصحيحة في إجراءاتها الخاصة بالمواطنة المؤسسية خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع آثار الفيروس التاجي، مُضيفة أنها تُقدم للشركات في مختلف القطاعات مبادئ توجيهية تساعدهم على التعامل مع مسؤولياتهم بطريقة تظهر التعاطف، وتُقدم مساعدة ذات مغزى وتترك أثرًا دائمًا لموظيفهم وعملائهم ومجتمعاتهم، وسنسرد أيضًا في تلك المبادئ كيفية تكثيف الشركات الرائدة عالميًا من جهود مواطنة الشركات للمساعدة في تلبية الاحتياجات الهامة لمجتمعاتهم خلال هذه الفترة الصعبة.

حدد قدراتك وابتكر حلول تُساعد بها المجتمع:

وتقول بيترز إن الشركات عليها أن تُحدد اختصاصاتها الرئيسية وقدراتها وما هي المشكلات الحالية التي تواجه المجتمع والتي تستطيع حلها؟ وما هي الموارد واللوجستيات والمعدات والأفراد التي يُمكنها توفيرها ولا يستطيع غيرها ذلك؟

وتؤكد على أن الشركات ينبغي عليها التفكير بطريقة مُبتكرة في كيفية الاستفادة من الأزمة بالإضافة إلى تخفيف الضغوط عن موظفيها وعملائها ومجتمعها بشكل مُبدع، فعلى سبيل المثال، اتجهت المصانع العاملة في مجال العطور والمقطرات إلى تحويل متشآتها لإنتاج معقمات اليدين، واتجه الشركات العاملة في صناعة معدات التكنولوجيا إلى تصنيع الأقنعة الجراحية، وتنازل مقدمو الخدمات عن الرسوم المتأخرة، ومددوا فترات الخدمات المجانية وألغوا وقف الخدمة للمتعثرين عن السداد، كما توفر محلات البقالة مساحة آمنة للمسنين والأشخاص الأكثر ضعفًا تجاه المرض.

ادعم المجتمع الذي يتواجد به مقرك الرئيسي:

وتقول بيترز إن جائحة "كوفيد 19" يُقدم للعديد من الشركات الفرصة في تأدية واجبها المجتمعي تجاه الأفراد في المجتمع الذي يتواجد به مقر الشركة الرئيسي، وأن تُفكر خلال تلك الفترة في طرق لدعم الاقتصاد المحلي، ودعم الأعمال الصغيرة، وزيادة فرص العمل، أو دعم الطلاب والأسر، ومن أمثلة الشركات التي ساعدت مجتمعها، جوجل (سيليكون فالي)، وميكروسوفت (سياتل)، وأمازون (سياتل)،

لا تُقدم مساعدتك قبل أن تكون مستعدًا:

وترى بيترز أنه في ظل إعلان عدد من الشركات عن مبادرات إيجابية وجهود إغاثة يوميًا، فربما قد تشعر بالضغط تجاه حاجتك إلى تقديم مساعدات لمجتمعك قبل أن تكون مستعدًا تمامًا للالتزام بها، لذا عليك ألا تتسرع أو تستلم لذلك الخوف، فحاجة المجتمع إلى المساعدات ستتزايد على الأغلب مع مرور الوقت إذا كانت التوقعات الحالية صحيحة تجاه "كوفيد 19"، وبالتالي عليك في الوقت الحالي وضع استراتيجية تسمح لك بالحفاظ على التزاماتك على المدى الطويل وأن تتطور وتُزيد جهودك بمرور الوقت.

اختر شركاء في المجتمع مناسبين:

وتُضيف بيترز أن تقديم المساعدة يتطلب منك اختيار شركاء مناسبين، وأن تُقدم الدعم إلى المؤسسات غير الربحية والتي تُقدم خدماتها مباشرة للسكان في نطاق مجتمعك بشكل أولي، وعليك كذلك ألا تُحدد شكل المساعدة التي تنوي تقديمها، بل أعرف ما هي احتياجات شركائك وساعدهم بها.

وتابعت قولها إن إظهار رغبتك في الشراكة مع الشركات الأخرى – وخاصة منافسيك – من أجل الصالح هو أمر قوي وذو مصداقية مرتفعة، لذلك عليك أن تُفكر دائمًا خارج الصندوق وأن تستعد للنمو مع شركائك بمرور الوقت.

لا تُقدم خطابات ترويجية، بل ركز على تقديم المساعدة:

توضح بيترز أنه إذا شعر المستهلكون أو الموظفون أن مساعدتك لهم بغرض الترويج لنفسك، فإن جهودك ستؤدي إلى نتائج عكسية، لذا عليك أن تجعل كلماتك بسيطة وموجزة وتُركز فقط على هدفك، ألا وهو تقديم المساعدة.

يواجه العاملون في القطاع الطبي نقصًا في الإمدادات

أثر تفشي الفيروس التاجي "كوفيد 19" على سلسلة توريد المنتجات الطبية في جميع أنحاء العالم، وأدى بدوره إلى نقص بعض الإمدادات والأدوات والأدوية الهامة في الولايات المتحدة، وزيادة طلب السوق في الدول الأخرى، وردًا على ذلك، تبرعت عدد من شركات الأدوية العمالقة ومولت تبرعات لشراء المنتجات الطبية التي يحتاجها العاملون في القطاع بشدة.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" قد أعلن في تغريدة له عبر "تويتر" أن شركته تبرعت بملايين الأقنعة للعاملين في قطاع الصحة في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أعلنت عملاق صناعة الأدوية الأمريكية "فايزر" عن تقديمها مساهمات نقدية لشركائها العالميين من المؤسسات غير الهادفة إلى الربح والتي تقدم إمدادات طبية إلى المستشفيات في الصين، في حين أعلنت مؤسسة "فايزر" عن تقديم منحة بقيمة 500 ألف دولار لدعم توفير المساعدات والإمدادات الطبية التي يحتاج إليها العاملين في مجال الرعاية الصحية.

يتعثر الكثيرون في دفع فواتيرهم الشهرية:

تسبب انتشار الفيروس التاجي في خفض العديد من الشركات لساعات العمل مؤقتًا أو وقف العمل كليًا، هذا إلى جانب حاجة هؤلاء الأفراد إلى البقاء في منازلهم لرعاية الأطفال الذين أُغلقت مدارسهم، وهو ما يُشعر الكثيرون بالقلق من قدرتهم على سداد نفقاتهم الشهرية، ولذلك ومن أجل تخفيف الأعباء عن المواطنين تتجه الدول إلى اتخاذ إجراءات تيسيرية للحد من الأعباء التي يتعرض لها المواطنون في ظل الأزمة العالمية، ففي بعض المدن في الولايات المتحدة توقفت عمليات إخلاء المواطنين، كما قدمت الشركات المُختلفة خدمات دعم مثل إيقاف تعليق الخدمات، والتنازل عن الرسوم المتأخرة، وتأجيل تحصيل الفواتير.

وتقول بيترز إن عدد من الشركات سارع في تقديم المساعدات وتحمل مسؤوليته المجتمعية في الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال علقت العديد من شركات الطاقة والمرافق قطع وفصل الخدمات بسبب تعثر العملاء في دفع الفواتير، ومن بينهم شركة خدمة المياه بكاليفورنيا، شركة بي جي آند إي كورب، وشركة إديسون بجنوب كاليفورنيا، وشركة الطاقة الكهربائية الأمريكية، وشركة "ديوك إنيرجي"، وشركة "دومينيون إنيرجي"، وشركة "إن آر جي".

نقص الغذاء يتفاقم:

وتُضيف بيترز أن إغلاق المدارس والشركات تسبب في تزايد الخوف في مختلف أنحاء العالم من نقص الغذاء بسبب إغلاق الشركات، ويتعرض أكثر من نصف سكان العالم لمخاوف من انخفاض المؤن الغذائية، فيما يتعرض مواطنو أكبر اقتصاد في العالم إلى تلك المخاوف أيضًا، حيث أصبح الأمريكيون خائفين من عدم تمكنهم من توفير وجباتهم اليومية، لذا فقد بدأت المحال التجارية وسلاسل المطاعم والشركات الأخرى التي تعمل مع المؤسسات غير الهادفة للربح مثل الصليب الأحمر الأمريكي، ومؤسسات "إطعام أمريكا"، و"وجبات على عجلات"، و"لا طفل جائع" الخيرية في توفير الإمدادات الغذائية الضرورية للمواطنين.

وكانت شركة "ولز فارجو" للخدمات المالية قد أعلنت تبرعها بمبلغ قيمته 175 مليون دولار لمساعدة المجتمعات في التصدي لتداعيات فيروس "كوفيد 19"، وخصصت مليون دولار منها لمؤسسة "إطعام أمريكا"، فيما تبرعت شركة "كرافت هاينز" بمبلغ قيمته 12 مليون دولار لضمان وصول الإمدادات الغذائية إلى الأفراد في جميع أنحاء العالم، وقدمت الشركة 1.9 مليون دولار نقدًا و4.7 مليون دولار في صورة منتجات إلى مؤسسة "إطعام أمريكا".

الفئات العمرية الأكثر ضعفًا تجاه كورونا يتخوفون من التسوق

وتقول بيترز إن حالة "تسوق الذعر" التي انتابت المواطنون في كافة أنحاء العالم تسببت في خلو أرفف المتاجر في مختلف الدول، وجعلت من الصعب على كبار السن والفئات المعرضة لخطر الإصابة بالفيروس التاجي يتخوفون من التسوق لتجنب الاقتراب من الآخرين والمخاطرة بالإصابة بالفيروس، ماجعلهم يعجزون عن الحصول على الأغذية واحتياجاتهم الضرورية الأخرى، لذا فقد خصصت بعض المتاجر والصيدليات وغيرهم وقتًا مُحددًا أو مساحة مُحددة لعملائها الأكثر ضعفًا من أجل التسوق بأمان.

وتُخصص شركة البيع بالتجزئة "وول مارت" لعملائها من كبار السن الذين يبلغون من العمر 60 عامًا فأكثر ساعة مُبكرة كل يوم ثلاثاء قبل موعد افتتاح متاجرها في الولايات المتحدة خلال الفترة من 24 مارس حتى 28 أبريل.

الشركات الصُغرى تُعاني

وتوضح بيترز أن السياسات التي تتخذها الدول في مختلف أنحاء العالم، من بينها سياسة التباعد الاجتماعي وإغلاق المطاعم وصالات الألعاب الرياضية ومؤسسات البيع بالتجزئة، إلى جانب دعوات البقاء بالمنازل في بعض الدول والحجر الإلزامي في دول أخرى، وضعت الشركات الصُغرى في موقف يُرثى له، ففي الولايات المتحدة ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تصنيف الثقة في الشركات الصغرى انخفض خلال شهر مارس إلى أقل مستوى له في سبع سنوات، لذلك تتجه الشركات الكُبرى – وخاصة عمالقة صناعة التكنولوجيا – إلى دعم تلك الشركات.

وكانت شركة "فيسبوك" قد أعلنت في الآونة الأخيرة عن برنامج منح بقيمة 100 مليون دولار للشركات الصغيرة في 30 دولة التي تأثرت بتفشي الفيروس التاجي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه شركة "أمازون" الأمريكية كذلك، وفي إطار مواطنة الشركات ومسؤولياتها تجاه مجتمعها في مقرها الرئيسي، عن إنشاء صندوق لإغاثة الشركات الصُغرى المحتاجة في مدينة سياتل بقيمة 5 ملايين دولار، إضافة إلى تبرعها مع شركة "ميكروسوف" بمبلغ مليون دولار إلى صندوق مُصمم خصيصًا لتخفيف الخسائر الاقتصادية في مدينة سياتل.

كوفيد 19 يتسبب في "فجوة رقمية"

تسبب تفشي الفيروس التاجي في انتقال الجميع إلى استخدام الخدمات الإلكترونية لتعويض حالة التوقف والإغلاق التي يشهدها العالم وتلافي انتشار الفيروس، إلا أن ذلك يُسبب ضغطًا هائلًا على شبكات الاتصالات في مختلف الدول.

واتجهت المدارس والشركات إلى الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية من أجل التعليم والعمل عن بعد، ونظرًا لأن الجميع لا يمتلكون سرعات فائقة من باقات "الإنترنت" اتجهت بعض شركات الإنترنت، ولا سيما مزودي خدمات الاتصالات، في بعض الدول إلى تقديم خدمات إضافية مجانية للعملاء لتلافي تلك الفجوة الرقمية.

وفي الولايات المتحدة، لا يستطيع أكثر من 21 مليون مواطن أمريكي الحصول على خدمات الاتصالات ذات النطاق العريض للحصول على إنترنت عالي السرعة، لذلك قدمت العديد من الشركات خدمات مجانية، من بينها شركة "شارترت للإتصالات" التي أعلنت عن توفير خدمة الاتصالات ذات النطاق العريض مجانًا لمدة 60 يومًا للأسر التي لديها طلاب حتى الصف الثانوي أو طلاب الجامعات الذين لا يمتلكون اشتراك بالفعل في خدمة الاتصالات.

وكذلك، أعلنت شركة "تي موبايل" عن زيادة الحد المسموح به من البيانات مجانًا للمدارس أو الطلاب الذين يستخدمون برنامجها للتعليم الرقمي وإتاحة ما لا يقل عن 20 جيجا بايت من البيانات شهريًا لكل مشترك لمدة 60 يومًا قادمة، وكذلك إضافة 5 جيجا بايت من البيانات الشهرية لعملائها، كما تُوفر نقاط اتصال مجانية إلى العائلات التي لا تمتلك خدمات إنترنت في المنازل.

الطلاب والمعلمون يتخبطون في استكشاف "التعليم عن بعد"

وتوضح بيترز أن الطلاب والمعلمون بعد إغلاق المدارس في مختلف أنحاء العالم أجبروا على ضرورة استخدام تقنيات التعليم عن بعد من أجل مواصة العملية التعليمية، إلا أن ذلك جعل بعض المدرسين لا يُدركون كيف يتصرفون أمام تلك الوسيلة غير المألوفة لديهم، وجعل الأهالي يتخوفون من المجهول.

وتُضيف أن الولايات المتحدة أغلقت 46 ولاية بها مدارسها العامة، وأغلقت أكثر من 200 كلية وجامعة في جميع أنحاء البلاد الحرم الجامعي والأنشطة الطلابية وانتقلت إلى استخدام التعليم الافتراضي، لكن ذلك تسبب في إعادة الكثير من الطلاب إلى منازلهم، وتحمل الطلاب الأجانب لتكاليف إقامتهم غير المتوقعة بعد إخلاء مساكنهم ودفعهم إلى العودة إلى منازلهم، وهو ما لن يستطيع القيام به الكثيرين.

وتُشير بيترز إلى أن هناك العديد من الشركات التي تحملت مسؤولياتها الاجتماعية من خلال توفير حلول للطلاب والمدرسين في تيسير عملية التعليم عن بعد، ومن بنيهم منصة "زووم" المُخصصة لمكالمات الفيديو، حيث وفرت إمكانات غير محدودة للمدارس في الصين والولايات المتحدة واليابان وإيطاليا بالمجان، مع تفكيرها في إضافة المزيد من البلدان في ظل تطور الوضع.

وأتاحت شركة "جوجل" خدمة "جوجل هانج آوتس" للتواصل المرئي لكافة عملائها من أجل دعم أغراض التعليم عن بعد حتى الأول من يوليو.